شعر السجون فی الأدب العراقی المعاصر (الأعمال الشعریة لحسن السنید نموذجاً)

البحث العلمی لا یعرف شیئاً محظوراً، والدراسة الأدبیة والنقد لا یعرفان نصاً حذراً أو نصاً ملغماً أو غیر صالح للقراءة والتحلیل. إنّ هذه الدراسة هی محاولة لإلقاء الضوء علی شعر السجون فی الأدب العراقی المعاصر من خلال شعر الشاعر العراقی «حسن السنید»، علی اعتبار أنّه واحد من أهم المتمردین السیاسیین، و علی أنّ قصائده نبتت فی ظل ظروف خاصة وارتبطت بتجربة شدیدة الخصوصیة وهی تجربة السجن بکلّ ما تحمله من دلالات: المنع، والقمع، والحصار، والتقیید، والتعذیب، تلک القصائد المهرَّبة من وراء القضبان، وتلک النصوص الناجیة من رقابة الرقیب، ومن المصادرات المختلفة، وسنتناول هذه المضامین کلّها بشیء من التفصیل.أما المنهج المتبع فی هذا البحث فهو المنهج الوصفی-التحلیلی الذی یعنی بمکونات النص الموضوعیة، علی اعتبار أنّ النص مثیر وهادف، کما اعتمد المنهج الاستقرائی التحلیلی فی شرح النصوص الشعریة، ولیکون البحث أکثر تحدیداً وأطوع للدراسة العملیة فقد قیدناه بالقصائد التی نتجت عن تجربة السجن التی مر بها الشاعر وسجلها بین جدران السجن أو بعد خلاصه منه. فهذا البحث ینطلق من سؤال رئیس و هو: ما هو مفاد شعر السجون عند حسن السنید؟ وقد وصلنا إلی أنّ: 1. السجن فی شعر السنید صورة لحیاته المأساویة التی عاناها من جراء ثورته ضد الحکم وتضحیاته لإنقاذ الشعب العراقی؛ 2. ومن جهة أخریفالسجن صورة رمزیة تدل علی العراق التی صارت سجناً لأهلها بعد أن تربّع الصدام کرسی الحکم؛ 3. استخدم الشاعر رموز الرفض مثل الإمام الحسین(ع) والإمام الخمینی(ره) دلالة علی ثورة العراقیین الإسلامیة ونصرتهم فی استقبال غیر بعید.